أسواق المال العالمية- تقلبات بين التحفيز الأمريكي ومخاوف كورونا الجديدة

المؤلف: الاقتصادية08.17.2025
أسواق المال العالمية- تقلبات بين التحفيز الأمريكي ومخاوف كورونا الجديدة

في مستهل تعاملات الأمس، حلق مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المجمع في سماء الارتفاع، مدفوعين بأداء استثنائي لسهم "أبل" الذي تألق عقب انتشار تقارير حصرية عن عزمها دخول عالم صناعة السيارات والبطاريات، بالإضافة إلى الموافقة على حزمة تحفيز اقتصادية ضخمة تهدف إلى التخفيف من وطأة التداعيات السلبية لوباء فيروس كورونا. في المقابل، شهد مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضاً طفيفاً بواقع 16.25 نقطة، أي ما يعادل 0.05 في المائة، ليستقر عند مستوى 30200.20 نقطة.

ووفقاً لـ "رويترز"، فقد صعد مؤشر ستاندرد آند بورز بنحو 3.16 نقطة، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.09 في المائة ليصل إلى 3698.08 نقطة، بينما حقق "ناسداك" تقدماً ملحوظاً بواقع 42.70 نقطة، أي بنسبة 0.34 في المائة، ليبلغ مستوى 12785.22 نقطة عند الافتتاح.

وعلى صعيدٍ آخر، تراجعت الأسهم القيادية في بورصة لندن بشكل ملحوظ خلال تعاملات الأمس، وذلك في ظل إقدام المزيد من الدول على إغلاق حدودها مع بريطانيا، إثر اكتشاف سلالة جديدة متحورة من فيروس كورونا المستجد في البلاد. في المقابل، شهدت الأسواق الأوروبية بوجه عام حالة من الصعود والتعافي، وذلك في أعقاب الموافقة على حزمة المساعدات الأمريكية التي طال انتظارها.

وانخفض مؤشر فاينانشيال تايمز 100 البريطاني بنسبة 0.2 في المائة، ليحوم بذلك بالقرب من أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع، وتصدرت أسهم شركات المعادن والطاقة موجة التراجعات التي شهدها السوق.

واتخذت الحكومة البريطانية إجراءات عزل عام مشدددة وصارمة، وذلك بهدف الحد من التفشي السريع للسلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا، والتي يُقال إن معدل انتشارها يزيد بنسبة تصل إلى 70 في المائة مقارنة بالسلالة الأصلية، الأمر الذي دفع العديد من دول العالم إلى إغلاق حدودها مع بريطانيا وفرض حظر على السفر إليها.

في المقابل، ارتفع مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بنسبة 0.6 في المائة، وذلك بعدما تكبد أكبر خسارة يومية له خلال نحو شهرين في اليوم السابق. أما في قارة آسيا، فقد هوت الأسهم اليابانية إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع خلال تعاملات الأمس، وذلك في ظل إقدام المستثمرين على جني الأرباح بعد تحقيق مكاسب قياسية خلال الشهرين الماضيين، ووسط مخاوف متزايدة من أن تؤدي سلالة جديدة من فيروس كورونا سريعة الانتشار تم اكتشافها في بريطانيا إلى تقويض وتأخير وتيرة التعافي الاقتصادي العالمي.

وتراجع مؤشر "نيكاي" بنسبة 1.04 في المائة، مسجلاً أكبر خسارة له في نحو شهر، ليغلق عند مستوى 26436.39 نقطة، وهو أدنى مستوى له عند الإغلاق منذ أواخر شهر تشرين الثاني (نوفمبر). كما انخفض المؤشر عن المتوسط المتحرك في 25 يوماً للمرة الأولى منذ موجة الصعود التي أعقبت الانتخابات الأمريكية في بداية تشرين الثاني (نوفمبر).

وانخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 1.56 في المائة ليسجل 1761.12 نقطة، وأغلقت جميع المؤشرات الفرعية للقطاعات وعددها 33 على هبوط وتراجع.

وفي هذا السياق، صرح ياسو ساكوما، كبير مسؤولي الاستثمار في "ليبرا إنفستمنتس"، قائلاً: "يمكن القول إن هذا الضعف والتراجع يعود إلى المخاوف المتزايدة حيال السلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا"، لكنه أوضح في الوقت نفسه أن جني الأرباح قبل نهاية العام يعتبر عاملاً أكبر تأثيراً، مضيفاً: "أنا شخصياً قمت بذلك بالفعل".

وهوى سهم "فوجي فيلم هولدينجز" بنسبة 6 في المائة، وذلك بعدما أعلنت وزارة الصحة اليابانية أن مجلس المراجعة الطبية التابع لها قد خلص إلى أن البيانات المستقاة من التجارب السريرية التي أجريت لتحديد مدى فاعلية لقاح الشركة المقترح "أفيجان" للوقاية من مرض كوفيد - 19 لم تكن حاسمة وكافية.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة